30/03/2010
               

الترجمة العربية : فوزي سعد الله

               

سيدي عبد الرحمن الثعالبي

يتبع...هذه الصفحة لا زالت قيد الإعداد
   

الضريح والمسجد الذي كانت تتمحور حوله أهم النشاطات الثقافية والدينية لمدينة الجزائر العتيقة.

 
سيدي عبد الرحمن:
اسمه الكامل أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي ابن محمد ابن مخلوف الثعالبي الجعفري الذي ينحدر من ذرية عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب عم الرسول محمد (ص).
 
في أحد مؤلفاته، يؤكد العالم الأندلسي أحمد ابن محمد ابن حزم (993م-1064م) صاحب الكتاب الشهير "طوق الحمامة" أن سهل مدينة الجزائر المعروف بسهل المتيجة يتواجد به بعض نسل جعفر بن أبي طالب ويُعرَفون في المنطقة بـ: "الجَعَافِرَة".
 
وُلِدَ سيدي عبد الرحمن في سنة 786هـ - 1383م في منطقة وادي يَسَّرْ شرق العاصمة الجزائرية حيث مسقط رأس ثعلب بن علي أحد أجداده الذي تُنسب إليه قبيلة الثعالبة.
 
وتلقَّى تعليمه في حاضرة بجاية التي استقر فيها سنة 802هـ - 1399م وعمره لم يتجاوز بعد ستة عشر عاما. بجاية، المدينة العريقة، التي كانت أرض العلم والعلماء ورجال الثقافة الذين كانوا يتهافتون عليها من مختلف بقاع الدنيا خلال العصور الوسطى، وهي تقع على بعد 300 كلم شرق الجزائر العاصمة. وقد كان من بين الذين تكوَّنوا في جامعاتها عالِمُ الرياضيات الإيطالي لِيُونَارْدْ دُو بِيزْ (Léonard de Pise) الملقَّب بــ: فِيبُونَاتْشِّي (Fibonacci).
 
في سنة 809هـ - 1406م، ارتحل الولي الصالح إلى تونس طالبًا العِلمَ ومنها انتقل إلى القاهرة سنة 817هـ - 1414م. ثم حطَّ الرِّحالَ في مكَّة المُكرمة لأداء مناسك الحج سنة 819هـ - 1416م قبل أن يعود أدراجه إلى الجزائر عبْر مصر وتونس.
 
توفي سيدي عبد الرحمن الثعالبي يوم الجمعة 23 رمضان 875هـ - 1471م ودُفن في مقبرة "الطَّلْبَة" في مدينة "جزائر بني مزغنة" حيث يوجد ضريحه إلى اليوم.

* * *

               
ألَّف سيدي عبد الرحمن أكثر من 90 كتابا في مختلف المواضيع تدور في أغلبها حول المسائل الدينية والفقهية كتفسير القرآن والحديث الشريف...إلخ. وقد نُشر اثنان من مؤلفاته في مدينة الجزائر، بينما تتوزع بقية كتبه في شكل مخطوطات في المكتبات الخاصة، كما هو مُرجَّح، في بلاد السودان التي كانت تمتد من بعض مناطق السينغال إلى النيجر ومالي.
 
خلَّفَ سيدي عبد الرحمن أربعة أطفال هم: محمد الكبير، محمد الصغير، محمد أبي الصالحين ويحي. كما أنجب أربع بنات هن: فاطمة، رقية، محجوبة وعائشة. ولا يُعرف له نسل آخر باستثناء قلَّة حفيدته من ابنه البكر.
               
يعد أداء الزيارات إلى ضريحه وإلى مختلف الأضرحة الأخرى من بين أبرز الطقوس في الثقافة الشعبية في منطقة شمال إفريقيا. وهي طقوس تعكس الاحترام والتبجيل الكبيرين اللذين يتمتع بهما رجال العلم والثقافة في قلوب الناس، بل كانت هذه الطقوس مناسبات تجمع الأُسَرَ والأحباب. لكنها فقدتْ في الوقت الحالي الدورَ الذي كانت تلعبه في الماضي في الحياة الاجتماعية الحضرية والريفية على السواء.
المصادر البيبليوغرافية: الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي: "تاريخ الجزائر العام".
 
"الحضرات":
من بين النشاطات التي كان يحتضنها ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي الحفلات الدينية التي كانت تتم حول ما يُسمى بـ "الحضرة" لممارسة الغناء الروحي. وتُختار في هذه المناسبات الدينية أجمل الأصوات المعروفة في المدينة وضواحيها لتتشكل منها مجموعة صوتية من القَصَّادين المُلِمِّين بفنون المدح والذكر والحَزَّابِينَ المتخصصين في ترتيل وتجويد القرآن الكريم. وكان يُشرف على هذه المجموعة الصوتية في ضريح سيدي عبد الرحمن شخصٌ يترأس أداءَها ويُدعى في تراتيبية هذه الطقوس بـ "شَيْخ الحَضْرَة".
كانت "الحَضْرَاتُ" تُقام كلَّ أسبوع، غير أنها تتواصل على مدى شهرين كاملين عند حلول "المَوْسَمْ" كما كان يُقال لذكرى المولد النبوي الشريف. فتنطلق الحضرة من ضريح سيدي عبد الرحمن خلال أول وثالث وسابع يوم للمولد النبوي قبل أن تنتقل إلى بقية مساجد وجوامع مدينة الجزائر الواحد تلو الآخر.
وتُبَيِّنُ لنا هذه الصورة، في الأسفل، التي التُقطت سنة 1930م، مجموعةً من القصادين يُحِيطون بشيخ الحضرة سيد علي الأكحل، وهو الأخ البِكْر لِمُحْيِي الدين الأكحل الذي خَصَّصْنَا له صفحةً كاملة على موقعنا الإلكتروني هذا.
وكان سيد علي الأكحل مُلِمًّا بالموسيقى والغناء الدنيوييْن حيث ساهم بسخاء في تكوين العديد من رجال الموسيقى الجزائريين. وكان الفنان محمد الفخارجي خليفتَه في الإشراف على طقوس الحضرة في ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي  وآخر شيخ الحضرة عرفه الضريح رغم المحاولات المتكررة لإعادة الاعتبار لهذه الطقوس الروحية.
 
تجدر الإشارة إلى أن رؤوس الأشخاص الواقفين في هذه الصورة مغطاة جميعها بـ: "الشَّاشْ" الذي كان مخصصا للأعيان فقط كالقضاة ورجال الدين بشكل عام، إلخ، فيما يرتدي الجالسون "الشاشية" الحمراء وهي تُعَبِّرُ عن قوانينَ اجتماعيةٍ مُغايِرة في وقتٍ كان فيه تَرْكُ الرأسِ عاريًا عارًا لا يُغتَفَر!

الواقفون من اليسار إلى اليمين: الشيخ مْحمَّد بن النُّوبِيَة، شيخ الحضرة سيد علي الأكحل (وخَلْفَهُ شابَّان مَجْهُولاَ الهُوية)، شْعَيْبْ وبَنْ فَاضِلْ وهما من "الأخْوَانْ" الطُّرُقِيِّين يشتغلان كرجال مطافئ ، شخصٌ آخر؟ غير معروف بسبب تقادم الصورة، الَعْسَّالْ (في الخَلْف: على يساره شخص غير معروف، وعلى يمينه مغطى الرأس بالشاش سَمْسُومْ وهو والد الفنان التشكيلي الجزائري المعروف الذي يحمل نفس الاسم)، ضبيٌ (؟)، ودْحِمَانْ مُظهرا الجانب  الأيمن من جسده.
الجالسون من اليمين إلى اليسار: (مجهول الهوية)، محمد الفخارجي، عبد الرحمن آكنوش (المدعو الدرَّاس)، مْحمَّد بَسْتَانْجِي (حزَّاب، أيْ يُجوِّد ويُرتِّلُ القرآنَ، ومديرُ جمعيةِ "الجزائرية" منذ سنة 1932م)، وفي آخر الصف البَاشَا.
               

الصورة من أرشيف المرحوم الحاج حَمِّيدُو جْعيدِيرْ وهو الذي حدد أسماء الأشخاص الذين يظهرون عليها.

               
يتبع....

الشكر الجزيل على هذه المساهمة

 

" المحتوى " 

" ألبوم "

 

اتصل بنا :

groupe_yafil@hotmail.com

Le Groupe YAFIL Association 2000 / 2010.